أبجدية فصول العروس
بقلم
حسام لافي كريشان
اسمع صوت الانفاس وهي تتناغم كهديل الحمام لترسل لنا من بياض ريشها حروف سحرت عيون واسعدت جفون وقهرت بطون ولمت شمل وعامت على الامواج لتهدي سفون وتحطم بعزيمتها جدران وحصون ......
l
ما اجملها من لحظة حينما ترنو حمامة البوح الى رحيق تلك الورده لكي تخرج لنا من شذها حرف يبحث عن فارس يقدر بوح عبيرها, وهنا بيت القصيد
لعل للانسان ميقات يهرب فيها من هنات التعب ليسترخي امام احاسيسه التي تهيمن عليه اثناء الراحه التي أطفأت ظلمة التعب وانارت نور الفكر والابداع ليرسم من ريشة افكاره ارق واعذب الكلمات التي طرقت بابه حينها تأتي الكلمات له بصورة عروس وبيده يشكل طرحة تلك العروس اما عروسة باسمه اوعروسة كاد الجرح ان يقتلها او عروسة في انتظار فارس احلامها كل تلك اللواحات ترتسم امامه ليولد لنا اذواق على شكل كلمات صادقه لنكون نحن عازفي الوتر الرنان لتلك العروس من خلال الرد الطيب والتمعن الجميل في خيوط فستانها....
إن للكلمات ابواب وفصول ففي فصل الصيف تأخذ الكلمه من نسائم البحر امواج لتلفها حول حروف ابجديته لينصع منها شراب بارد يطفئ حر النفس بأسلوب فلسفي متبصر...
اما في فصل الشتاء فأبواب الحروف تنتثر هنا وهناك ليقترب من مدفئة الكلمات ليرسم بريشة دفنشي بإحساس اصوات اقلامه الداخليه والمكنونه داخل نفسه ليسعف المقال والبوح الصادق عما تدور في خلجاته كأنها قطرات مطر تنزل على بياض الصفحات لتشكل عبر ونسائم ابداع واحاسيس تزامن عليها الوقت لتولد مع اصوات الرعد وصوت نفحات المطر وجماله....
اما في فصل الربيع فلكل مجتهد نصيب للقطف ففي الصباح تتطاير الفراش باهية بجمال الوانها الزاهيه وهي تتجول بين حنايا الربيع وبين ازهاره والنحل يرقص فرحا ليرتحق من شذى الرحيق قوت يومه ليردك صاحب البوح انها الازمان في كافة صورها وفي المساء يستذكر العقل والقلب معا الماضي والطفوله والرفيق والحبيب والجرح وما شابه ذلك وذلك من اجل قلب الصفحة الى باب تساقط الاوراق....
اما في فصل الخريف ولله الامر من قبل ومن بعد سبحانه وتعالى كيف تهيمن على ارض الخصوبه اوراق كان لها الباع في امتداد جريان الحياة في تلك الثمره الطيبه والان تتساقط اذلالا للخالق جل علاه وذلك من اجل ان تأخذ قسط من الراحه ليتجدد الامل وحلوالمذاق لتلك الشجره الطيبه في الميقات المفروض عليها يا لها من قوانين عظيمه والعروس تنطق والقارئ ينظر والمفكر يجتهد والكتب كثيره والنفس المتذوقه تكاد ان تموت عشقا لاخراج طاقاتها......
.....الكلمة هي العروس التي تمر فيها فصول النضوج وخياط طرحتها تعابيرنا لكن بأنفاس تخشى الله اولا وتحترم مخملية الكلمه ثانيا.....
اخوكم حسام لافي كريشان
ابو حمزة