اجمل التحايا لأروع معلمة ..تهاني
واضيف على ما ذكرتي من باب تذكير المعلمين قول المربي الكبير (جون ديوي):"إن المدرسة خلقت للطفل ولم يخلق الطفل للمدرسة "
"ان مهمة المعلم في بلاد الغرب هي الفهم والإدراك والربط والتحليل والتفسير والإبداع، أما عندنا فوظيفة التحفيظ وحشو الذاكرة بالمطلوب وعندهم وظيفة المعلم أن يعلم كيف يتعلم التلاميذ وكيف يحصلون على المعلومات، وشعارهم دائماً المثل الصيني القائل: "لا تعطني سمكة بل علمني كيف أصطاد السمكة"، نعم علموا كيف يتم الحصول على المعلومة في وقت الحاجة، وسعوا عقولهم، عمقوا تفكيرهم، ربوا عواطفهم، هذبوا أحاسيسهم، أدبوهم، ربوهم على العلم والأخلاق الفاضلة ولا تضربوهم، وهذا كله معمول به في بلاد الغرب، هل ذهب أحد إلى تلك البلاد ورأى المعلم يحمل عصا، عندنا بلغ الغيظ بأحد المعلمين أن لحق بعض التلاميذ الصغار (بفردة جزمة) ثقيلة لو أصابته لقتلته أو عطلته، وبعضهم ضرب تلميذاً (خمساوياً) سبب له التواحاً في الفك الأيمن وأصبح وجهه زائغ للجهة الأخرى، بعضهم أمسك تلميذاً وظل يضربه حتى أغمي عليه، وهو مستمر بالضرب لولا صراخ زملائه من الأطفال، لماذا كل ذلك، هناك سبب جوهري هو: القرف الذي أصاب المعلم والإهمال الذي أصاب التلميذ، فالعملية جدلية بين الاثنين، وهذا كله من دواعي التخلف، أيضاً معلمونا يتبنون فلسفة سلبية وخطيرة في التعليم هي قولبة التلميذ لصالح المناهج الدراسية البالية التي أكل عليها الدهر وشرب، يريدونه قالباً ليفرغوا فيه مادتهم ويحشو له ذاكرته بذلك، أما بلاد العالم الآخر فهم يهتمون بالتلميذ، بالإنسان أكثر من المدرسة وأكثر من المعلم، فهم يؤهلون المدرسة للتلميذ وليس العكس، مع اعتبارهم بكل المذاهب التربوية والتعليمية، وحسب تعبير (جون ديوي) المربي الشهير حيث قرر أنه يجب أن تكون المدرسة للطفل وليس العكس، فالجيل هو المهم وهو المعادلة الحضارية، فلذلك تجد أطفالهم عباقرة وأذكياء –علماء-مكتشفون-شجعان-منتجون، أما أطفالنا فهم أغبياء-كذابون-سلبيون، ما عدا البعض، وأظن أن السبب لا يتعلق في الجنس أو في السلالة فنحن عموماً أذكى منهم ونحن أهل الشجاعة والفروسية، ونحن الذين علمنا العالم أجمع وقد تخرج في جامعاتنا في الأندلس فلاسفة أوربا قبل عصر النهضة، لقد ظل علماؤنا وفلاسفتنا هم المعلمون والملهمون للبشرية كلها، فالعلم والتعليم هو رسالتنا بعد الأنبياء عليهم السلام، فلو راجعنا فضل العلم والتعليم في الأدبيات الإسلامية لتملكتنا الدهشة، وكفى بالقرآن العظيم حينما يقرر: إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ وشهد الله أنه لا إله إلا هو، وأولوا العلم قائماً بالقسط وقل هلي يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، وقال صلى الله عليه وسلم: {من سلك طريقاً يلتمس به علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة}، وهناك الكثير من الأحاديث التي لا تعد ولا تحصى، فالمعلم والمدرسة عندنا تطمس على بصائر أبنائنا وتقتل مواهبهم، وتطمس إبداعاتهم، لذلك نطالب المعلم بأن يعتني بالبراعم وأن يقوم بواجبه بأمانة وإخلاص، وسيرى النتيجة حتماً بعد سنين قلائل، وسنصبح في مصاف الدول المتحضرة، والمنتجة والمصدرة نعم، فالأمم لا ترتقي إلا بالعلم، بالعلم وحده نقود العالم، ونعود كما كنا سادة البشرية، فالعلم هو القوة في الاقتصاد والسياسة، وفي كل مناحي الحياة، ولا توجد أمة جاهلة على مدار التاريخ انتصرت على أمة متحضرة".منقول