كل شيءِ في الكون يسعى لأن يكون في أقل مستوىً من الطاقة ، هذه هي سنة الكون وإرادة الله سبحانه وتعالى في خلقه ، فكل مافي الكون يسعى إلى السكون والثبات ولكن الله غالب على أمره فلا سكون ولا هدوء إلا أن يشاء الله .
هلاسألنا أنفسنا : لماذا يركن الكائن الحي إلى الهدوء والدعة ؟ لماذا تسقط الأجسام من الأعلى إلى الأسفل ؟ ولماذا تتحد العناصر لتكون المركبات ؟
الجواب عوداً على بدء ، إنه رغبة الأجسام وسعيها لأن تكون في أقل مستوى من الطاقة . فطاقة المركب ( في الغالب ) تكون أقل من مجموع طاقات العناصر المكونة له ، لذلك نجد ذرات العناصر تميل لأن ترتبط ببعضها ( عن طريق روابط كيميائية ) لتكوين المركبات وكل عنصر يرتبط بعددٍ من الروابط مساوٍ لتكافؤه .
الرابطة الأيونية : عبارة عن تجاذب كهربي بين أيونين أيون موجب تكون نتيجة فقدان ذرة العنصر لإلكترون أو أكثر وأيون سالب تكون نتيجة اكتساب ذرة العنصر لإلكترون أو أكثر .
( ومن الضروري هنا أن نركز على طبيعة الرابطة الأيونية وهي التجاذب الكهربي حتى يمكننا التمييز بدقة بين الروابط الكيميائية والتفريق بينها )
وتحدث الرابطة الأيونية عادةً بين الفلزات (ذات طاقة التأين المنخفضة والتي تميل لفقدان الإلكترونات ) واللافلزات (ذات الألفة الالكترونية المرتفعة والتي تميل لاكتساب الالكترونات ) .
مثال:-
يرتبط أيون الصوديوم + Na بأيون الكلور - Cl في مركب كلوريد الصوديوم برابطة أيونية .
Na -------> Na+ + 1e
Cl + 1e ---------> Cl- v
___________________
Na + Cl --------> Na+ + Cl- v
فعنصر الصوديوم يفقد الكترون واحد من مستوى تكافؤه ليصبح أيون موجب أحادي ذو توزيع الالكتروني مشابه للتوزيع الالكتروني للغاز الخامل الذي قبله وهو النيون .
Na / 1S2 2S2 2P6 3S1
Na+ / 1S2 2S2 2P6
وعنصر الكلور يكتسب الكترون واحد في مستوى تكافؤه ليصبح أيون سالب ذو تركيب الكتروني مشابه لتركيب الغاز الخامل الذي بعده وهو الارجون .
Cl / 1S2 2S2 2P6 3S2 3P5
Cl- / 1S2 2S2 2P6 3S2 3P6
اضغط هنا لمزيد من التوضيح لكيفية تكوين الرابطة الأيونية في كلوريد الصوديوم .
http://faculty.nl.edu/jste/nacl.swfوالحقيقة أن هذا الكلام غير دقيق فلا يوجد جزيئات مستقلة في المركبات الأيونية بل توجد على شكل تجمع أيوني يعرف بالأشكال بلورية بحيث يكون كل أيون ذو شحنة معينة محاطاً بعدد من الأيونات ذو الشحنة المخالفة .
خصائص المركبات الأيونية
كما ذكرنا في السابق بأن المركبات الأيونية توجد على شكل تجمعات أيونية في أشكال معينة يطلق عليها ( الأشكال البلورية ) ونجد في هذه الأشكال ترتيب بلوري منظم للأيونات بحيث أن كل أيون ذو شحنة معينة يكون منجذباً إلى مجموعة من الأيونات ذو الشحنة المخالفة ، بمعنى أن الأيون الواحد يكون مرتبطاً بعدة روابط أيونية في نفس الوقت .
وهذا ما يفسر وجود المركبات الأيونية عادةً في الحالة الصلبة ( كثافة عالية ) كما يفسر هذا الوضع أيضاً درجات الانصهار والغليان المرتفعة لهذه المركبات .
ومن أهم صفات المركبات الأيونية عدم قدرتها على التوصيل الكهربي في الحالة الصلبة نظراً لارتباط الأيونات وعدم قدرتها على الحركة بينما تصبح موصلة للكهرباء عند صهرها أو إذابتها في الماء ( الأيونات حرة الحركة في المصهور وفي المحلول المائي ) .
[